فصل: قال ابن زنجلة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

سورة الحج:
قوله تعالى: {قال رب احكم بالحق} يقرأ بإثبات الألف على الخبر وبطرحها على الأمر.
فإن قيل ما وجه قوله: {بالحق} فقل يريد احكم بحكمك الحق ثم سمى الحكم حقا.
قوله تعالى: {عما يصفون} يقرابالياء والتاء وقد تقدمت العلة في ذلك من الغيبة والخطاب فاعرفه إن شاء الله ومن سورة الحج.
قوله تعالى: {وترى الناس سكارى وما هم بسكارى} يقرأن بضم السين وإثبات الألف وبفتحها وطرح الألف وهما جمعان لسكران وسكرانة فالحجة لمن ضم السين وأثبت الألف أنه لما كان السكر يضعف حركة الإنسان شبه بكسلان وكسالى والحجة لمن فتح وحذف الألف أنه لما كان السكر آفة داخلة على الإنسان شبه بمرضى وهلكى.
فإن قيل فما وجه النفي بعد الإيجاب فقل وجهه أنهم سكارى خوفا من العذاب وهول المطلع وما هم بسكارى كما كانوا يعهدون من الشراب في دار الدنيا.
قوله تعالى: {ولؤلؤا} يقرأ بالخفض والنصب وبهمزتين وبهمزة واحدة فالحجة لمن خفض أنه رده بالواو على أول الكلام لأن الاسم يعطف على الاسم والحجة لمن نصب أنه أضمر فعلا كالأول معناه ويحلون لؤلؤا وسهل ذلك عليه كتابها في السواد ها هنا وفي الملائكة بألف والحجة لمن همز همزتين أنه أتى بالكلمة على أصلها ولمن قرأه بهمزة واحدة أنه ثقل عليه الجمع بينهما فخفف الكلمة بحذف إحداهما وقد اختلف عنه في الحذف فقيل الأولى وهي أثبت وقيل الثانية وهي أضعف.
قوله تعالى: {ثم ليقضوا} يقرأ بكسر اللام وإسكانها مع ثم والواو والفاء والكسر مع ثم أكثر فالحجة لمن كسر أنه أتى باللام على أصل ما وجب لها قبل دخول الحرف عليها والحجة لمن أسكن أنه أراد التخفيف لثقل الكسر وإنما كان الاختيار مع ثم الكسر ومع الواو والفاء الإسكان أن ثم حرف منفصل يوقف عليه والواو والفاء لا ينفصلان ولا يوقف عليهما وكل من كلام العرب.
قوله تعالى: {سواء العاكف فيه والباد} يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه أراد الابتداء والعاكف الخبر والحجة لمن نصب أنه أراد مفعولا ثانيا لقوله: {جعلناه} ورفع {العاكف} بفعل يريد به استوى العاكف فيه والبادي.
قوله تعالى: {هذان} يقرأ بتشديد النون وتخفيفها وقد ذكرت علله آنفا.
قوله تعالى: {والباد} يقرأ بإثبات الياء وحذفها وقد ذكرت الحجة فيه.
قوله تعالى: {وليوفوا} يقرأ بتشديد الفاء وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه استدل بقوله: {وإبراهيم الذي وفي} والحجة لمن خفف أنه استدل بقوله: {أوفوا بالعقود} وقد ذكرت علته آنفا.
قوله تعالى: {فتخطفه} يقرأ بفتح الخاء وتشديد الطاء وبإسكان الخاء وتخفيف الطاء فالحجة لمن شدد أنه أراد فتختطفه فنقل فتحة التاء إلى الخاء وأدغم التاء في الطاء فشدد لذلك والحجة لمن خفف أنه أخذه من قوله تعالى: {إلا من خطف الخطفة} وهما لغتان فصيحتان.
قوله تعالى: {منسكا} يقرأ بفتح السين وكسرها فالحجة لمن فتح أنه أتى بالكلمة على أصلها وما أوجبه القياس لها لأن وجه فعل يفعل بضم العين أن يأتي المصدر منه والموضع مفعلا بالفتح كقولك مدخلا ومخرجا ومنسكا وما كان مفتوح العين اتى المصدر منه بالفتح والاسم بالكسر كقولك ضربت مضربا وهذا مضربي. والحجة لمن كسر السين أنه أخذه من الموضع الذي تذبح فيه النسيكة وهي الشاة الموجبة لله.
قوله تعالى: {لهدمت} يقرأ بتشديد الدال وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه أراد تكرير الفعل والحجة لمن خفف أنه أراد المرة الواحدة من الفعل وهما لغتان فاشيتان.
قوله تعالى: {ولولا دفع الله} و{إن الله يدافع} يقرأن بفتح الدال من غير ألف وبكسرها وإثبات الألف وقد ذكرت علته في البقرة.
قوله تعالى: {أذن للذين يقاتلون} يقرابضم الهمزة وفتحها فالحجة لمن ضم أنه دل بذلك علي بناء الفعل لما لم يسم فاعله والحجة لمن فتح أنه جعل الفعل لله عز وجل.
قوله تعالى: {يقاتلون بأنهم} يقرأ بفتح التاء وكسرها على لما قدمناه من بناء الفعل لفاعله بالكسر ولما لم يسم فاعله بالفتح.
قوله تعالى: {أهلَكِناها} يقرأ بالتاء وبالنون والألف فالدليل لمن قرأ بالتاء قوله: {فكيف كان نكير} ولم يقل نكيرنا والحجة لمن قرأ بالنون والألف أنه اعتبر ذلك بقوله تعالى: {قسمنا بينهم} وهو المتولي لذلك.
قوله تعالى: {وبئر معطلة} يقرأ بالهمز على الأصل وبتركه تخفيفا.
قوله تعالى: {مما تعدون} يقرأ بالياء والتاء على ما قدمنا القول في أمثاله.
قوله تعالى: {معجزين} يقرابتشديد الجيم من غير ألف وبتخفيفها وإثبات الألف فالحجة لمن قرأه بالتشديد أنه أراد مبطئين مثبطين والحجة لمن قرأه بالتخفيف أنه أراد معاندين فالتثبيط والتعجيز خاص لأنه في نوع واحد وهو الإبطاء عن الرسول عليه السلام والعناد عام لأنه يدخل فيه الكفر والمشاقة على أن معناهما قريب عند النظر لأن من أبطا عن الرسول فقد عانده وشاقه.
فأما قوله تعالى: {أولئك لم يكونوا معجزين} لأنه يصير بمعنى لم يكونوا معاندين وهذا خطأ ومعنى معجزين سابقين فائتين ومنه أعجزني الشيء.
قوله تعالى: {ثم قتلوا} يقرابتشديد التاء وتخفيفها وقد ذكر وقوله: {مدخلا يرضونه} يقرأ بضم الميم وفتحها وقد تقدم ذكره.
قوله تعالى: {وأن ما يدعون} يقرأ بالتاء والياء ها هنا وفي لقمان وفي العنكبوت والمؤمن وقد ذكرت الأدلة فيه مقدمة فيما سلف. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

سورة الحج:
{وترى الناس سكارى وما هم بسكارى} 2
قرأ حمزة الكسائي {وترى الناس سكرى وما هم بسكرى} وحجتهما أن فعلى جمع كل ذي ضرر مثل مريض ومرضى وجريح وجرحى والعرب تذهب بـ: فاعل وفعيل وفعل إذا كان صاحبه كالمريض أو الصريع فيجمعونه على فعلى وجعلوا ذلك علامة لجمع كل ذي زمانة وضرر وهلاك لا يبالون إن كان واحده فاعلا أو فعيلا أو فعلا واعلم أن السكرى داخل على الإنسان كالمرض والهلاك فقالوا سكرى مثل هلكى قال الفراء فكأن واحدهم سكر مثل زمن وزمنى أو ساكر مثل هالك وهلكى.
وقرأ الباقون {سكارى} بالألف فيهما وهو جمع سكران وحجتهم أن باب فعلان يجمع على فعالى لإجماعهم على قوله: {قاموا كسالى} جمع كسلان وكذلك سكران جمعه سكارى ويقوي هذا إجماعهم على قوله: {وأنتم سكارى} فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى.
{ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله}9
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {ليضل عن سبيل الله} بفتح الياء أي ليضل هو وقرأ الباقون {ليضل} بضم الياء أي ليضل غيره وقد ذكرناه في سورة الأنعام.
{ثم ليقطع}، {ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق} 15 و30
قرأ أبو عمرو وورش عن نافع وابن عامر {ثم ليقطع} {ثم ليقضوا} بكسر اللام فيهما دخل القواس معهم في قوله: {ثم ليقضوا} وحجتهم أن أصل هذه اللام الكسر إذا كانت مبتدأة فلما جاءت بعد كلمة يمكن السكوت عليها والابتداء بما بعدها كانت اللام كالمبتدأ فأتوا بها على أصلها لذلك وزاد ابن عامر {وليوفوا} {وليطوفوا} وقرأ الباقون {ثم ليقطع} {ثم ليقضوا} بسكون اللام وحجتهم أن أصلها السكون وإنما تكسر إذا وقعت ابتداء فإذا كان قبلها حرف متصل بها رجعت اللام على الأصل وأصلها السكون ويقوي هذا إجماع الجميع على إسكان قوله: {فليعمل عملا صالحا} {وليضربن بخمرهن} فإن قيل لم فصل أبو عمرو بين ثم والواو فكسر عند ثم ولم يكسر عند الواو قيل إنما فصل بينهما لأن ثم تنفصل من اللام وأصل لام الأمر الكسر إذا ابتدئ بها وسكن إذا كان ما قبلها ما لا ينفصل منها وهو الواو والفاء أما ثم فإنك تقف عليها إذا شئت وتستأنف بعدها فلذلك فرق أبو عمرو بينهما ومثل هذا {ثم هو يوم القيامة} بالتثقيل وهو فهو بالتخفيف.
{هذان خصمان اختصموا في ربهم} 19
قرأ ابن كثير {هذان} بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف وقد ذكرت الحجة في سورة النساء وطه.
{يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا} 23
قرأ نافع وعاصم {ولؤلؤا} بالألف أي يحلون فيها من أساور ويحلون لؤلؤا ويجوز أن يكون عطفا على موضع الجار والمجرور لأن المعنى في يحلون فيها من أساور يحلون أساور وفي الشواذ قراءة ابن عباس {ويحلون} بفتح الياء وتخفيف اللام قال ابن جني ويحلون من حلي يحلى يقال لم أحل منه بطائل أي لم أظفر ويجوز أن يكون من قولهم امرأة حالية أي ذات حلي.
وقرأ الباقون {ولؤلؤ} أي يحلون فيها من أساور من ذهب ومن لؤلؤ قال الزجاج وجائز أن يكون أساور من ذهب ولؤلؤ يكون ذلك فيما خلط خلطا من الصنفين.
{ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلنه للناس سواء العكف فيه والباد} 25
قرأ حفص {سواء العاكف} فيه نصبا جعله مفعولا ثانيا من قوله: {جعلناه للناس سواء} أي مستويا كما قال: {إنا جعلناه قرأنا عربيا} و{العاكف} يرتفع بفعله في هذه القراءة أي استوى العاكف فيه والباد.
وقرأ الباقون {سواء} بالرفع على الابتداء و{العاكف} خبره.
قرأ ابن كثير {والبادي} بالياء في الوصل والوقف على أصل الكلمة لأنك تقول بدا يبدو إذا دخل البادية فهو باد مثل راع والراعي والأصل البادو فصارت الواو ياء لانكسار ما قبلها فصارت والبادي.
قرأ أبو عمرو وإسماعيل وورش {والبادي} بالياء في الوصل وبالحذف في الوقف وهو الاختيار ليكونوا قد تبعوا الأصل تارة والمصحف أخرى وقرأ الباقون بغير ياء اتباعا للمصحف واجتزاء بالكسرة عن الياء لأن الكسرة تدل على الياء.
{وليوفوا نذورهم} 19
قرأ عاصم {وليوفوا نذورهم} بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف وهما لغتان تقول وفي يوفى توفية إذا أكمل وحجتهم. {وإبراهيم الذي وفي} والتخفيف من أوفى يوفي وحجتهم قوله: {وأوفوا بعهد الله}.
{فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير} 31
قرأ نافع {فتخطفه} بفتح التاء وتشديد الطاء والأصل فتختطفه فأدغم التاء في الطاء وألقى حركة التاء على الخاء ففتحها.
وقرأ الباقون {فتخطفه} مخففا من خطف يخطف وهو الاختيار وحجتهم قوله تعالى: {إلا من خطف الخطفة} ولم يقل اختطف وهما لغتان تقول العرب خطف يخطف واختطف يختطف.
{ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} 34
قرأ حمزة والكسائي {ولكل أمة جعلنا منسكا} بكسر السين وهو المكان الذي ينحر فيه كما يقال مجلس لمكان الجلوس قال الفراء هو المكان المألوف الذي يقصده الناس وقتا بعد وقت والمناسك سميت بذلك.
وقرأ الباقون {منسكا} بالفتح والمنسك بمعنى المصدر وحجتهم ما روي عن مجاهد في قوله: {منسكا} قال ذبحا تقول نسكت الشاة أي ذبحتها المعنى جعلنا لكل أمة أن تتقرب بأن تذبح الذبائح لله ويدل على ذلك قول: {ليذكروا اسم الله على ما رزقهم} أي عند ذبحها إياها ويقوي المصدر قوله: {لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكو} فصار فعلا وقال بعض النحويين من قال نسك ينسك قال منسكا بالفتح كما تقول دخل يدخل مدخلا ومن قال نسك ينسك قال منسكا بالكسر فعلى هذا القول الفتح أولى لأنه لا يخلو من أن يكون مصدرا أو مكانا وكلاهما مفتوح العين وإذا كان الفعل منه على فعل يفعل فالمصدر منه واسم المكان على مفعل نحو قتل يقتل مقتلا وهذا مقتلنا ودخل يدخل مدخلا وهذا مدخلنا وكل ما كان على فعل يفعل مثل جلس يجلس فالاسم منه بالكسر والمصدر مفعل بالفتح والمكان مفعل بالكسر مثل مغرس اسما ومغرس مصدرا فلهذا قلنا الفتح أولى لأنه يدل على المصدر والمكان والكسر يدل على المكان فحسب.
{إن الله يدفع عن الذين ءامنوا} 38
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {إن الله يدفع عن الذين آمنوا} بغير ألف من دفع يدفع دفعا وحجتهما أن الله جل وعز لا يدافعه شيء وهو يدفع عن الناس فالفعل وحده له لا لغيره.
وقرأ الباقون {إن الله يدافع} بالألف وحجتهم أن يدافع عن مرات متواليات لأن قول القائل دافعت عن زيد يجوز أن يراد به دفعت عنه مرة بعد مرة وليس ينحى به نحو قاتلت زيدا بل ينحى به نحو قوله: {قاتلهم الله} والفعل له لا لغيره ونحو هذا طارقت النعل وسافرت.
{أذن للذين يقتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير} 39
قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم {أذن للذين يقاتلون} بضم الألف أي اذن الله للذين يقاتلون ثم رد إلى ما لم يسم فاعله.
وقرأ الباقون {أذن} بفتح الألف وحجتهم أنه قرب من قوله قبلها {إن الله لا يحب كل خوان كفور} فأسندوا الفعل إلى الله لتقدم اسمه وأن الفعل قرب منه وأخرى وهي أن الكلام عقيبه جرى بتسمية الله وهو قوله: {وإن الله على نصرهم لقدير} فكان الأولى أن يكون ما بينهما في سياق الكلام بلفظهما ليأتلف الكلام على نظام واحد عن مجاهد في قوله: {أذن للذين يقاتلون} قال ناس مؤمنون خرجوا مهاجرين من مكة إلى المدينة وكانوا يمنعون فأدركهم الكفار فأذن للمؤمنين بقتال الكفار فقاتلوهم قال مجاهد هو أول قتال أذن به للمؤمنين.
قرأ نافع وابن عامر وحفص بفتح التاء على ما لم يسم فاعله أي يقاتلهم الكفار ويقوي هذا قوله: {بأنهم ظلموا} أن الفعل بعده مسند إلى المفعول به قال عاصم لو كانت {يقاتلون} بكسر التاء ففيم اذن لهم فكأنهم ذهبوا إلى أن المشركين قد كانوا بدؤوهم بالقتال فأذن الله لهم حين قاتلوا أن يقاتلوا من قاتلهم وهو وجه حسن لأن المشركين قد كانوا يقتلون أصحاب النبي صلى الله عليه وكان المؤمنون ممسكين عن القتال لأنهم لم يؤمروا به فأذن الله لهم أن يقاتلوا من قاتلهم.
وقرأ الباقون بكسر التاء لأنهم فاعلون المعنى يقاتلون عدوهم الظالمين لهم بإخراجهم من ديارهم وحجتهم في حرف أبي أذن للذين قاتلوا.
{ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع} 40
قرأ نافع {ولولا دفاع الله} الناس بالألف وقرأ الباقون {ولولا دفع الله} وقد بينت في سورة البقرة.
قرأ نافع وابن كثير {لهدمت} بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد وهما لغتان غير أن التشديد للتكثير هدمت شيئا بعد شيء مثل ذبحت وذبحت.
{فكأين من قرية أهلَكِناها وهي ظالمة} 45
قرأ أبوعمرو {أهلكتها} بالتاء وحجته ما تقدم وما تأخر فأما ما تقدم فقوله: {فكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم} 44، وما تأخر قوله: {وكم من قرية أمليت لها} 48 فكان الأولى ما يكون بينهما في لفظهما ليأتلف الكلام على نظام واحد.
وقرأ الباقون {أهلَكِناها} بالنون وحجتهم إجماع الجميع على قوله: {وكم أهلَكِنا من قرية} و{كم من قرية أهلَكِناها} {ألم نهلك الأولين} ولم يأت شيء من ذكر الإهلاك بلفظ الواحد بل كله أتى بلفظ الجمع فكان إلحاق هذا الحرف بنظائره أولى.
{وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} 47
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي {مما يعدون} بالياء وحجتهم أن قبله {ويستعجلونك بالعذاب} فكذلك {يعدون} إخبار عنهم.
وقرأ الباقون {تعدون} بالتاء وحجتهم أن التاء أعم لأنه عنى الناس كلهم فكأنه قال كألف سنة مما تعدون أنتم وهم ويقوي التاء قوله تعالى وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعده أنت يا محمد ومن استعجلك بعذابي.
{والذين سعوا في آيتنا معجزين أولئك أصحب الجحيم} 51
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {والذين سعوا في آيانا معجزين} بغير ألف أي ينسبون من تبع النبي صلى الله عليه إلى العجز وهذا كقولهم جهلته نسبته إلى الجهل وفسقته نسبته إلى الفسق.
وقال مجاهد {معجزين} أي مثبطين ومبطئين أي يثبطون الناس عن النبي صلى الله عليه وعن أتباع الحق.
وقرأ الباقون {معاجزين} بالألف أي ظانين أنهم يعجزوننا لأنهم ظنوا أنهم لا يبعثون وأنه لا جنة ولا نار.
قال قتادة ظنوا أنهم يعجزون الله وقال ابن عباس معاجزين مسابقين وقال الفراء معاجزين أي معاندين وأما قوله: {أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض} فأجمع القراء على ذلك ولا يجوز معاجزين ها هنا لأنه يصير إلى معنى أولئك لم يكونوا معاندين وذلك خطأ لأنهم قد عاندوا رسول الله صلى الله عليه ومعنى معجزين أي سابقين يقال أعجزني أي سابقني وفاتني.
{والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا} 58
قرأ ابن عامر {ثم قتلوا} بالتشديد مرة بعد مرة وهو حسن لأنهم قد أكثروا القتل فيهم.
وقرأ الباقون {قتلوا} بالتخفيف وحجتهم أن التخفيف يصلح للكثير والقليل.
{ليدخلنهم مدخلا يرضونه} 59
قرأ نافع {ليدخلنهم مدخلا} بفتح الميم جعله مصدرا واسم مكان تقول دخل يدخل مدخلا وهذا مدخلنا وكل ما كان على فعل يفعل فالمصدر واسم المكان على مفعل ودل قوله تعالى: {ليدخلنهم} على المصدر لأنهم إذا أدخلوا دخولا فكأنه قال ليدخلنهم فيدخلون مدخلا.
وقرأ الباقون {مدخلا} وحجتهم قوله تعالى: {ليدخلنهم} تقول أدخل يدخل إدخالا ومدخلا كما قال: {وقل رب أدخلني مدخل صدق}.
{ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل} 62
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر {وإن ما تدعون} بالتاء ها هنا وفي لقمان أي قل يا محمد لهؤلاء الكفرة إن الذين تدعون من دون الله هو الباطل لأنه لا يعقل ولا يسمع ولا ينفع ولا يضر.
وقرأ الباقون {يدعون} بالياء إخبار عن غيب. اهـ.